Tuesday, November 27, 2012

قنبله موقوتة -- ما يجب أن تتعلمه مصر من تجربة جنوب أفريقيا في كتابة الدستور




كان واحدا من القضايا الرئيسية المتنازع عليها كيفيه إختيار الجمعيه لكتابة مثل هذه الدستور بعد إنتهاء فتره عصيبه من العنصريه والفقر في جنوب أفريقيا (1990 ) عند خروج نيلسون ماندلة.

علي مدار سنوات أصر حزب الاغلبيه علي كتابة الدستور عن طريق جمعيه منتخبه ليضمن اشرافه هو علي الدستور، و لكن قوبل بالرفض من احزاب المعارضه، وظل الحوار غير جدي بين الطرفين.


أصر حزب حزب الاغلبيه (ANC) أنه ينبغي وضع الدستور من قبل جمعية تأسيسية منتخبة ديمقراطيا، في حين أن حزب المعارضه (NP) كان يخشى أن حقوق الأقليات لن تكون محمية في مثل هذه العملية، واقترح بدلا من ذلك أن يتم التفاوض علي الدستور بتوافق الآراء بين الطرفين، ووضعه بعد ذلك على الاستفتاء الشعب.



بدأت مفاوضات رسمية في ديسمبر كانون الاول عام 1991 في اتفاقية لجنوب افريقيا الديمقراطية (CODESA),و لكن إنهارت المفاوضات لرفض حزب الاغلبيه التوافق.



استأنفت المفاوضات بعد الجلسة العامة الثانية في مايو 1992. كان واحدا من النقاط الرئيسية في النزاع هو حجم النسبه الكافيه في الجمعيه لاعتماد الدستور، كان حزب الاغلبيه يريد النصف و المعارضه تريد شرط 75 في المائة، فانهارت المفاوضات أيضاً .




في نيسان 1993، عاد الطرفان للمفاوضات، في ما عرف باسم عملية التفاوض المتعددة الأحزاب (MPNP). اقترح لجنة من MPNP تطوير مجموعة من "المبادئ الدستورية" التي يجب أن لا يخرج عنها الدستور النهائي، بحيث يتم ضمان الحريات الأساسية وحقوق الأقليات، دون الحد بشكل مفرط في دور الجمعية الدستورية المنتخبة.



اعتمدت الأطراف في MPNP هذه الفكرة، وشرع في صياغة الدستور الانتقالي لعام 1993، الذي صدر رسميا من قبل البرلمان ودخل حيز النفاذ في 27 نيسان 1994



بناءً على الدستور الإنتقالي تم إنتخاب برلمان و مجلس شيوخ, وكان مسؤولا عن وضع الدستور النهائي في غضون عامين. و كان اعتماد أي نص دستوري جديد يتطلب لأغلبية الثلثين في الجمعية الدستورية .



كان مطلوبا من الدستور الجديد الامتثال للمبادئ الدستورية الواردة في الدستور الانتقالي التي وضعت في عملية التفاوض . و عندما تختلف الجمعيه على بعد المواد كان يتم التفاوض بين رؤساء الاحزاب في اجتماعات مغلقه للتوافق، و تم إنجاز الدستور و التصويت عليه و التصديق عليه من نيلسون مانديلا في ١٩٩٦



الدروس المستفادة، درس واحد: جنوب أفريقيا أضاعت 4 سنوات من أجل الإقتناع بفكرة أن حزب الاغلبيه لا يستطيع كتابه الدستور من غير توافق باقي الاحزاب! مهما أضاع الاخوان الوقت، لن ينجز الدستور من غير اجتماعات مطوله وحقيقيه مع جميع القوي! اللهم بلغت، اللهم فشهد.... أنشره لكي يعلم الأخرين، فالمعرفه لن تضر أبداً! 


http://www.saflii.org/za/cases/ZACC/1996/24.html
http://www.constitutionalcourt.org.za/site/theconstitution/thecertificationprocess.htm
http://en.wikipedia.org/wiki/Constitution_of_South_Africa#cite_note-barnes-3

No comments:

Post a Comment